إسرائيلُ تنتَحرُ في غَزّة!
- المغاربةُ في شوارع البلد، في انتفاضةٍ شعبيةٍ ضدّ العُدوان الإسرائيلي الغاشِم على سُكانِ غزّة المَدنيّين، وهُم داخلَ بيُوتِهم.. القصفُ الإسرائيلي لم يَستَثنِ مُستشفًى مدنيًّا بقطاع غزة..
والأحداثُ تتوالى على نسَقٍ سريع..
إسرائيلُ تعتمدُ على مُساندةِ حُلفاءَ غربيّين..
والوضعُ ما زال في توتُّر..
ومَدنيُّو غزّةُ في مُواجهةِ صواريخَ إسرائيليةٍ عابِثَة..
الضّميرُ العالمَي في حَيرة: كيف يقبلُ أن تكونَ إسرائيلُ فوقَ القانونِ الدّولي.. تَستَبيحُ كرامةَ شَعبٍ أعزَل، أطفالاً ونساءّا وعجَزَة، في "عِقابٍ جماعيّ" لِمَدَنيّين، أمام أنظار العالم..
إسرائيلُ تُدمّرُ مَساكنَهُم بالليل والنهار.. وتُحوّل المَيدانَ إلى حربِ للجمِيع على الجمِيع!
ومَن المُستَفيدُ مِن عشوائيةِ الاقتِتال؟
وعلى هذا النّمط، دأَبَت دُولٌ على التّصارُعِ في سياقِ تكتُّلاتٍ ومَصالح.. هي اقتِتالاتٌ مُسانِدةٌ لتَوَجُّهات سياسية.. وتُشعِلُ حربَ المصالحِ الكُبرى..
ويَنتُجُ عنها التّدميرُ والتّهجيرُ والتّنكيل.. وفي بعض الحالات: دفاعٌ عن الحدُود.. وفي أُخرَى، حروبٌ بلا مَدلُول..
- إنّنا اليومَ في عالَمٍ بوَجهيْن، وتساؤلاتٌ ترتبطُ بحُقوقٍ وواجبَات، على مِحوَرٍ أساسي: أين حقوقُ الإنسان؟
أمَعقُولٌ أن تكُون بعضُ الدُّول في عالمِنا المُعاصِر، بلاَ حَسيبٍ ولا رقِيب؟
هذا استِفهامٌ للبحث معًا عن مَفقودٍ مُشترَكٍ هو الإنسان..
أين الإنسانُ في السياساتِ الدّولية؟ هل هو جاهزٌ للقيام بالواجب؟ أم فقط لتَحريكِه مَيمَنةً ومّيسرَة، وِفقَ ما تتطلّبُ المَصالح؟
وأين حقوقُ الإنسان التي ناضَلَ العالَمُ من أجلِها؟ وهي مُدوّنةٌ في "الأُمَم المُتحدة" بعُنوان: حقوق الإنسان، منذ 1945م.. أين هي "الحقوقُ والواجِبات" الإنسانية، في السياساتِ العالمية؟
- وبإيجاز: أين الضمير؟ أين حقوقُ الإنسان؟ أين الإنسانيةُ في السياسة الدولية المُعاصِرة؟
لعلٌ هذا بحثٌ في سُلوكاتِ عالَمٍ لا يَجدُ نفسَه..
وتَفقِدُ الأنسانيةُ توازُناتِ الحياةِ المُشترَكة؟
أينَ ضميرُ العالَم؟ والأخلاقياتُ المُتأصّلة في البَشر، بعَقائدِها، وقوانينِها، ومُؤسّساتِها، ورُوحانياتِها، وتأمُّلاتِها الدائرة حول الضمير، وكيف يجبُ أن تتدخّل هذه القيّم، لتوعيةِ الإنسان وإنقاذِه مِن أيةِ مَخاطِر؟
- حتى الدّولُ الكبرى التي مِن المفروضِ أن تكُون أنضَجَ وأعقَل، هي الأخرى تَبحثُ عن الضميرِ المفقُود.. فمتى تُستعادُ كرامةُ الإنسانية، في الشرق والغرب، والشمالِ والجنُوب؟
نكادُ نَفتقِدُ ما تبقّى منُ حقّ التعايُش المشترَك.. والتًعقّلِ والمَنطقِ في مُعالجةِ تَداوُل الضرُورياتِ الإنسانيةِ اليومية..
إسرائيلُ قد فَقدَت عقلَها..
والنتيجة: العالَمُ في خطر..
ولا قيمةَ للإنسان والإنسانية، بتَرجيحِ السياسة الدولية لقانُون الغاب؟ أيُّ عالَمٍ هذا أقحَمَتْنا فيه الدولُ الكبرى وصارت تقومُ بتَغليبِ المَصالح على حُقوق الإنسان..
- أهذا عالمٌ يُدِيرُه قانونُ الغاب، بتَكتُّلاتٍ وصِراعاتٍ عَلنيةٍ وخفِيّة؟
وَجْهانِ لعُملةٍ واحدةٍ في فضاءاتٍ غيرِ مُستقِرّة، وأجواءٍ مُضطَرِبة..وعلى العُموم، هذا الواقعُ المُبتَذَلُ المُتوتّرُ يُديرُه قانونُ الغاب، حيث الغَنِيُّ يستَولِي على الفقير، والقوِيّ يَستَحوذُ على كلّ ما هو مُتاح..
إنهُ المجالُ الشاسعُ الذي يَتقاسَمُ الثّروات، ويتحكّمُ في مَواردِ القّوّة..
وبينَ الأقوياءِ تُدارُ اللُّعبةُ الكُبرى..
فأين نحنُ مِمّا لنا، وما لِغَيرِنا؟
- الخريطةُ العالميّة تَحكمُها شعاراتٌ برّاقةٌ من قبيل السلامِ والقانون الدولي.. وفي العُمقِ تكتُّلاتٌ ومَصالحُ ومُصطَلحاتٌ تقفُ خلفَ سياساتٍ مُتَصارعةٍ بين تناقُضاتٍ مَصلحيّة، وفيها الأقوياءُ والضُّعفاءُ بمُجملِ القارّاتِ الخَمس..
والخريطةُ الدوليةُ بتفاعُلاتِها المُتنوّعة، تُديرُ هذه الفُسيفساءَ التّشكيلية التي تَصنَعُ العراقيلَ القائمةَ في مَسارِ السلام العالمي!
ومِنها تبرُزُ الإيجابياتُ والسّلبيات، وهي كثيرة، ومعها التّعقيداتُ الاقتِصادية والسياسية والاجتماعية المُؤثّرة في الحياة البشرية..
-وقانونُ الغابِ مِنَ المُصطَلحاتِ التي تَعنِي، من جُملةِ ما تَعنِي، "أنواعًا منَ الفَوضَاويّات" المتأرجِحة بين القانون واللاّقانون..
وهذا يُطلَقُ أيضًا على "قانُونِ الغاب".. لا هذا يَحتَرمُ ذاك.. ولا آخَرُ يَفسَحُ المجالَ لغَيرِه..
فَوضَى سُلوكيّة في كلّ اتّجاه..
عارِمةٌ بشكلٍ عمُوديّ وأُفُقِي..
هُو التعايُشُ المُضطرِبُ بين المُمكِنِ والمُستَحِيل.. تعايشٌ مهزُوز، سواءٌ بطريقةٍ طبيعية، أو بأسلُوبٍ شاذّ..
وفي الخريطةِ العربية، لم يُفلَح في تحصِين مُمارساتٍ ديمُقراطية..
وفي هذه الأجواء، الحُضورُ المغربي يُنِمّ عن سيادةِ الدولة، واستقلالية الشخصيةِ الوطنية..
- وفي هذا السياق، الخِطاباتُ المَلكيةُ ببلادِنا تحثٌُ على تَحصِين الديمقراطية المَغربية، وعلى استِكمال مَسيرةِ التنميةِ القريبةِ والبعيدةِ المَدى..
إنهُ المغربُ الكبيرُ ذُو الآفاق الشاسعة اللاّمُتناهيّة، والمَردُودية المُثمِرةِ على كل المُستَويات..
وإنّ تَحصِينَ بلادِنا يُحِيلُ على المفهوم الديمقراطي للمغرب الكبير، وهي كلمةٌ من أذَبِ الرّمزيات، تعني سُلطةَ الشعب، تحت قيادةِ الملِك..
وبين الملكِ والشعبِ بَيعةُ البِناءِ بسؤالٍ رئيسيّ، لمُستقبلٍ مُشترَك: إلى أين نحنُ سائرون؟ وكيف نُواجهُ الظروفَ الجديدة؟
- إنّ المغربَ الجديدَ واعٍ بالتحدياتِ التي نُواجهُها جميعًا، وأبرَزُها: تعقيداتُ الفقر.. وهذا من أبرز تحدياتِنا.. ومعًا، ملكًا وشعبًا، قادرُون على رفع التحدي، ونشرِ الحِس النّقدِي، والوَعيِ الاجتماعي، والتّعليمِي، والصّحّي، والتشغيلي، وتطويقِ الفساد، طولاً وعرضًا..
المغربُ سائرٌ إلى الأمام..
وفي التاريخِ العالمي، تُطلَقُ على بِلادِنا تَسميةُ الإمبرَاطورية:
- "الإمبراطُورية المَغرِبيّة"!